كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم ، تعد تربية الأطفال من أكثر المهام التي يهتم بها الآباء لتنشأة أطفالهم وجعلهم أشخاصا كبارا يفيدون مجتمعاتهم و يفيدون أنفسهم. ولقد كانت تنشئة الأطفال جزءا لا يتجزأ من مهمة الأهل، وبالخصوص إذا كان الأطفال في مرحلة التنشئة، وهذا ما يوضحه مقالنا اليوم، طرق مباشرة لتربية الطفل.

كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم
احترام الطفل في الأماكن العامة وأمام زملائه
إن من أكثر الأشياء التي تحرج الأطفال، هي ذكر أخطائه ومساوئه، وكل ما يفعله من أخطاء وذلك أمام أصدقائه، وهذا يعد من أكثر الأفعال التي تبني شخصا لديه أزمة نفسية، كما يكون غير قادر على بناء نفسه أو أن تكون له شخصية، كما انه يخشى دائما من التصرف في أي نشاط أو مشكلة، وذلك خوفا من أن يتم توبيخه أمام أصدقاءه، مما يعني أهمية أن يتم احترام شخصية الطفل وهو في الخارج مع أصدقائه ومن الممكن أن يتم توبيخه في المنزل.
زيادة ثقة الطفل بنفسه
حيث أن بناء ثقة الطفل أحد الأساسيات الواجب تواجدها لبناء شخص سليم خالي من أي شعور بالسوء أو تقليل نفسه، حيث يصاب الأطفال الفاقدون للثقة بالاكتئاب أو القلق أو يميلوا أكثر للتواجد بمفردهم وللعزلة، ولهذا يجب أن يتم الاهتمام بجانب تعزيز ثقة الطفل بنفسه من الأشخاص المحيطين به والمتواجدون من حوله وبالخصوص الأهل.
وذلك لأنهم هم من لديهم التعامل المباشر أكثر والتواجد بصفة مستمرة مع الطفل، مما يعني وقوع عاتق الإهتمام بثقة الطفل أكثر على الأهل، ولكن عند تنمية ثقة الطفل بنفسه، فهذا يجعل الطفل ينمو بشكل سليم وبدون وجود أزمة أو مشكلة نفسية، كما أن صفة تعزيز الثقة هي صفة يكتسبها الطفل سواء من تقليد والديه أو من رؤيته للمواقف اليومية والحياتية واكتسابه الخبرة من أهله، فهو يبدأ بشكل تدريجي، ومن ثم يصبح شخصا واثقا من نفسه قادر على البناء.
مناقشة ومحاورة الطفل
حيث أن المناقشة مع الطفل وسماع أراءه والاهتمام بها، بل ويؤدي هذا إلى بناء شخص لديه عقل متفتح ويقبل الرأي الآخر، كما انه يحترم الآخرين من حوله ولا يتتبع أساليب تقوم على التسلط على من حوله والسيطرة عليهم، وتصبح لديه مدارك فكرية واسعة وكبيرة، والتي بدورها تؤهله بتعزيز ثقته بنفسه وقدرته في التعبير عن رأي للآخرين، يمكنه التأثير في مجالس من هم أكبر منه كما أنه يكون ذو محل احترام وتقدير عند من يعرفونه، ويرجع ذلك إلى احترام الطفل في صغره وتقديره اكتساب طريقة وأساليب ذات خبرة في الحوار مع كل الأعمار المختلفة، سواء كانت أكبر منه او أصغر.
حب الطفل وتدليله
يحتاج الطفل منذ بدء استيعابه أن يحصل على الحب والدلال والرعاية والاهتمام من أهله، ويحتاج للشعود دوما بحب اهله له، وليس بالكلام فقط وإنما بالأفعال أيضا، مثل احتضانه وتقبيله دائما، ولا يجب أن يستوعب الطفل هذا الحب أو هذه التصرفات في مراحل عمره الأولى لأنه يكون غير قادرا على الفهم، ولكنه يشعر بمشاعر الحب والدفء من أهله، كما أن تلك الأفعال والكلمات تزيد من ارتباط الطفل بأهله.
ويعد حاجته للدفء والحب والعناية من الاحتياجات الأساسية، مثل حاجته للشرب أو الأكل أو النوم، وترتبط هذه العاطفة ارتباطا وثيقا بإشباع كل النقاط التي لا تؤدي به في المستقبل إلى تواجد أزمة نفسية أو مشاعر خوف واكتئاب، ولكن يجب العلم بأن الحب والدلال، لا يجب أن يخلو من الحزم وتواجد المباديء، وذلك لكي لا يصاب الطفل بالإفراط في الدلال وإصابته بالعناد وعدم قدرته على الاستقلالية أو تحمل مسؤولية نفسه.
طرق أخرى غير مباشرة لتربية الأبناء
تواجد التوازن في سلطة الآباء أو في تربيتهم
حيث انه لا يحق للأباء تفضيل بعض الأبناء على أخوتهم بحكم أنهم يطيعون أكثر او أنهم جيدون أكثر، كما أنه لا يجب أن يقيم الآباء مقارنات بين الأبناء، وذلك لكي لا تتولد لدى الأطفال مشاعر الغيرة بينهم وبين بعضهم، كما أنهم قد يكبرون في المستقبل بدون أن تكون هناك ألفة بينهم وبين بعضهم بسبب ما شعروا به قبلا وهم أطفال صغار.
شعور الأطفال بالمسؤولية
ولا يعني ذلك أن يشعر الأطفال دوما بثقل المسؤولية وأحمالها، ولكن بإمكان الطفل أن يشعر بأنه يحاسب نفسه، مثل أن يتم تعليمه ما هو الأفضل وما هو الأسوأ ويترك ليبدأ بالتعامل مع نفسه في حياته اليومية، كما أنه لا يجب توبيخه على أي فعل يقوم به، وذلك لأنه لازال طفلا لا يمكن حسابه مثل حساب الكبار ولكي يعترف أيضا لأهله في كل مرة يقوم فيها بفعل عمل شيء.
مما يعني أن يسمع منه الأهل ويبدأوا باحتضانه وتعريفه انهم سوف يحبونه دائما أيا كان ما سيفعله، ولكن لا يجب عليه أن يقوم بتكرار الفعل السيء، وإذا قام بتكراره، فيجب عليه إذا أن يحاول تقويم نفسه حتى يتوقف عن العمل السيء، كما أنه يحتاج للاقتناع دائما بان الاهل يقفون بجانبه دوما حتى ولو كان مخطئا.
قيام الأهل بمراقبة أبنائهم
وذلك يتم من خلال محاولة قيام الأهل بعمل مراقبة للأبناء بدون إظهار ذلك لكي لا يخفي الأبناء شيئا على أهلهم، ولكن يجب أن يعرف الأبناء أيضا أن مراقبة الأهل لهم بدافع حب الاهل لهم وخوفهم من أن يصيبهم مكروه، كما يجب على الاهل في تلك الحال أن يتركوا أبنائهم لمواجهة حياتهم والتصرف فيها بأنفسهم ولكن اذا حدث مشكلة او مكروه، فإن الأهل متواجدون دائما لحماية أبنائهم وإخراجهم من أي مشكلة قد يقومون بها.
احترام الآباء ومعاملتهم الحسنة
يجب أن يعرف الآباء أن احترامهم ومعاملتهم بالمودة والحسنة والمحبة لبعضهم البعض هي ما تخلق لدى الأبناء شعورا بالأمان والدفء، كما أن الأبناء يتعلمون من آبائهم، مما يجعلهم يبنون حياة متوازنة في المستقبل، كما أنهم يكونون أطفال ذو نفسية سوية وبدون مشاكل أو تواجد أعراض لأي مشاكل أخرى بعيدة المدى لديهم، ولا يكن القول أن الآباء تخلو حياتهم من المناقشات والمشاكل.
ولكن يجب على تلك المشاكل أن تكون بينهم، ويقوموا بمناقشتها في غرفتهم بدون أن يستمع الأبناء لتلك المشاكل أو يعرفونها، كما يجب أن تتم تلك المناقشات في غرفة الأهل ولا تتخطى عتبة غرفتهم، ويمكن اعتماد العائلات الأخرى التي تقوم بتلك المناقشات خارج الغرفة وحدوث صياح او غضب أمام الأولاد. فهذا يعني أن اولادهم عرضة للمشاكل النفسية وتأثرهم بتلك المشاعر والتي قد تصل إلى الضرب أحيانا، في تعامل الأولاد بتصرفات غير صحيحة وخاطئة مع من حولهم، كما أنهم يصابون بالعزلة والحزن والاكتئاب بدون مشاركة هذا مع أحد من أصدقائهم، مما يبني أطفال ذو نفسية سيئة وتواجد أزمات نفسية وعدم قدرة على بناء بيت أو عائلة أو أطفال في المستقبل.
مكافأة الطفل واحترام نجاحاته الصغيرة
حيث أن مكافآت الطفل على كل ما يقوم به من نشاطات أو دراسته أو رياضات تعد من أحد النجاحات البسيطة في نظر الأهل والكبيرة في نظر الطفل، مما يجعل مكافأة الطفل على القيام بأي نشاط ايجابي حتى ولو كان بسيطا، فهو أحد الأشياء التي تبني ثقة وعزم على تحقيق نجاح أكبر لينال مكافأة أكبر وأكبر في المستقبل.